صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/159

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
منيتان
١٤١
 

مراكب لم تصل الى الساحل، وفي قلب الارض غلة لم تنبت· خذ ما شئت من هذه الاشياء واتركني - لي جوارٍ كالصباح جمالاً فاختر منهن ما تريد - اسمع ايها الموت: لي وحيد احبهُ وهو عقدة آمالي خذه واتركني. خذ ما تشاء. خذ كل شي واتركني»
حينئذٍ وضع الموت يده عَلَى فم عبد الحياة الترابية وأَخذ حقيقته واعطاها للهوآء سار الموت بين احياء الفقراء الضعفاء حتى بلغ بيتاً حقيراً فدخله واقترب من سرير عليهِ فتىً في ربيع العمر، وبعد ان تأَمل وجهه الهادئ لمس عينيه فاستيقظ ولما رأَى الموت واقفاً بجانبه جثا عَلَى ركبتيه ورفع ذراعيه نحوه وقال بصوت اودعه كلما في نفسهِ من المحبة والشوق: «هاءَنذا ايها الموت الجميل - اقتبل نفسي يا حقيقة احلامي وموضوع آمالي! ضمني يا حبيب نفسي، فانت رحوم