صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/162

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤٤
على ملعب الدهر
 

ويوم صرفتهُ النفس آسفة عَلَى موت حقوق الفقير، متأوهة عَلَى فقدان العدل لهو اجلّ وافضل من عمر يضيعهُ الانسان مسروراً عَلَى مائدة الشهوات، مستسلماً لقضاء الانانية. ذاك يوم يطهر القلب بناره ويفعمه بنوره، وذا عمر يخيم عليه بجنحه القتم ويلحده طي طبقات التراب. ذاك يوم كان يعبر العبر، ويوم الجلجلة، ويوم الهجرة، وذا عمر انفقهُ نيرون في سوق المظالم ووقفه قارون عَلَى مذبح المطامع وطمره دون جوان في قبر الجسديات
وهذه هي الحياة - تمثلها الليالي عَلَى ملعب الدهر نظير مأْساة، وتنشدها الايام كاغنية، وفي النهاية تحفظها الابدية كجوهرة...