صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/170

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

الحيوان الأبكم

«وفي نظرات الحيوان الابكم كلام نفهمه نفس الحكيم»
(شاعر هندي)

في عشية يوم تغلبت فيهِ تخيلاتي عَلَى عاقلتي مررت باطراف احياء المدينة ووقفت امام منزل مهجور تداعت اركانه وحطت دعائمه ولم يبقَ منهُ سوى اثر يخبر عن هجر طويل ويدل على زوال محزن. فرأيت كلباً يتوسد الرماد وقد ملأَت القروح جسمهُ الضعيف واستحكمت العلل بهيكله المهزول، فصار يرمق الشمس الجانحة نحو الغروب بعين وسمت عليها اشباح الذل وبدت فيها مظاهر القنوط واليأس، فكأنهُ درى بان الشمس قد اخذت تسترجع حرارة انفاسها عن تلك البقعة المهجورة البعيدة عن