صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/171

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الحيوان الابكم
١٥٣
 

الاولاد مضطهدي الحيوان الضعيف. فصار يرمقها بعين آسفة مودّعة. فاقتربت منهُ عَلَى مهل واذاً لو عرفت النطق بلسانه فاعزيه في شدائده وأَبدي له شفقة في بؤسه، ولما دنوت منهُ خافني وتحرك ببقايا حياة قاربت الانحلال مستنجداً بقوائم شلتها العلة وراقبها الفناء. واذ لم يقوَ عَلَى النهوض نظر اليَّ نظرة فيها مرارة استرحام وحلاوة استعطاف – نظرة فيها انعطاف وملامة – نظرة قامت مقام النطق، فكانت افصح من لسان الانسان وابلغ من دموع المرأَة. ولما تلاقت عيناي بعينيه الحزينتين تحركت عواطفي وتمايلت تأثيراتي فجسمت تلك النظرات وابتدعت لها اجساداً من كلام متعارف بين البشر. نظرات مفادها: «كفى ما بي يا هذا. وكفى ما عانيت من اضطهاد الناس، وما قاسيت من ألم الامراض. امضِ واتركني وسكينتي استمد من حرارة الشمس دقائق الحياة فقد هربت من