صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/173

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الحيوان الابكم
١٥٥
 

شبيبتهم ويستثمرون الأرض في كهولتهم، حتى إذا ما جاء شتاء الحياة وقَلَّ نفعهم، أبعدوهم ونسوهم. أنا مثل امرأة تجملت صبيَّة لتفريج قلب الشبيبة، وسهرت زوجة في الليالي لتربية الأطفال، وتعبت امرأة لإيجاد رجال المستقبل، ولكن لما شاخت وعجزت أصبحت نسيًا منسيًّا، وأمرًا مكروها، آه ما أظلمك يا ابن آدم وما أقساك!».

كانت نظرات ذلك الحيوان تتكلم، وقلبي يفهم، ونفسي تتراوح بين شفقتي عليه وتصوراتي بأبناء جلدتي، ولما أغمض عينيه لم أشأ إزعاجه فذهبتُ...