صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/175

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
السلم
١٥٧
 

القاسي، وارحمه فتًى ضعيفًا جنت عليه قوة القوي فسلبني إياه، تغلبي أيتها المحبة على عدوتك الحرب، أو خلصي حبيبي فهو من أبنائك، ابتعد عنه أيها الموت ودعه يرني أو تعالَ وخذني إليهِ»

في تلك الدقيقة دخل فتى تضم رأسه عصائب بيضاء كتبت عليها الهيجاء أحرفًا قرمزية، واقترب من الصبية وحيَّاها بدمعة وابتسامة، ثم أخذ يدها ووضعها على شفتيه الملتهبتين، وبصوت تألفت فيه عوامل الحب الخارج ومفاعيل اللقاء المفرح قال: «لا تجفلي فقد أتى من تبكين من أجله، افرحي فقد أعاد إليك السلم من سرقه الحرب، وأرجع إليك فتى الإنسانية ما سلبه ابن المطامع، كفكفي الدمع يا حبيبتي وابتسمي لأن للشعوب أيمة ترحم متى عمت قساوة أيمة الشعوب، لا تعجبي من إيابي حيًّا، فللحب وسم يراه الموت فينصرف، ويتوسمه العدو فيقهقر- أنا هو، فلا