صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/178

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦٠
الشاعر
 

أحضان الطبيعة ليتعلم الإبداع، ويسهر في سكينة الليل منتظرًا هبوط الروح، زرَّاع يبذر حبات قلبه في رياض الشواعر فتنبت زرعًا خصيبًا، تستغله الإنسانية وتتغذى بهِ

هذا هو الشاعر الذي تجهله الناس في حياته، وتعرفه عندما يودع هذا العالم ويعود إلى موطنه العلوي، هذا الذي لا يطلب من البشر إلا ابتسامة صغيرة، والذي تتصاعد أنفاسه وتملأ الفضاء أشباحًا حية جميلة، والناس تبخل بالخبز والمأوى

فإلى متى أيها الإنسان، إلى متى أيها الكون تقيم من الفخر بيوتًا للألى جبلوا أديم التراب بالدماء وتُعْرِضُ بِتَهَامُلٍ عن الذين يهبونك من محاسن أنفسهم سلامًا ووداعة؟ وحتى مَ تعظم القتلة والذين أحنوا الرقاب بنير الاستعباد، وتتناسى رجالًا يسكبون نور الأحداق في ظلمة الليل ليعلموك أن ترى بهاء النهار، ويصرفون العمر بين