صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/181

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
يوم مولدي
١٦٣
 

هو ذا نفسي تهمس الآن أسماء ذلك الناموس مثلما ترجع الكهوف صدى أمواج البحر، فهي كائنة بكيانه، ولا تعلم ماهيته، وتترنم بأغاني مَدِّهِ وجزره، ولا تستطيع إدراكه

منذ خمس وعشرين سنة خطتني يد الزمان كلمة في كتاب هذا العالم الغريب الهائل، وهأنذا كلمة مبهمة، ملتبسة المعاني، ترمز تارة إلى لا شيء، وطَوْرًا إلى أشياء كثيرة

إن التأملات والأفكار والتذكارات تتزاحم على نفسي في مثل هذا اليوم من كل سنة، وتتوقف أمامي مواكب الأيام الغابرة، وتريني أشباح الليالي الماضية، ثم تبددها كما تبدد الرياح بقايا الغيوم فوق خط الشفق، فتضمحل في زوايا غرفتي اضمحلال أناشيد السواقي في الأودية البعيدة الخالية

في مثل هذا اليوم من كل سنة تجيءُ الأرواح التي