صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/182

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦٤
يوم مولدي
 

رسمت روحي متراكضة نحوي من جميع أطراف العالم، وتحيط بي مرتلة أغاني الذكرى المحزنة، ثم تتراجع على مهل وتختفي وراء المرئيات كأنها أسراب من الطير هبطت على بيدر مهجور فلم تجد بذورًا تلتقطها، فرفرفت هنيهة ثم طارت سابحة إلى مكان آخر

في هذا اليوم تنتصب أمامي معاني حياتي العابرة كأنها مرآة ضئيلة، أنظر فيها طويلًا فلا أرى سوى أوجُه السنين الشاحبة كأوجه الأموات، وملامح الآمال والأحلام والأماني المتجعدة كملامح الشيوخ، ثم أغمض عيني وأنظر ثانية في تلك المرآة فلا أرى غير وجهي، ثم أحدق بوجهي فلا أرى فيه غير الكآبة، ثم أستنطق الكآبة فأجدها خرساء لا تتكلم، ولو تكلَّمت الكآبة لكانت أكثر حلاوة من الغبطة

في الخمس والعشرين سنة الغابرة قد أحببت كثيرًا.