صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/183

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
يوم مولدي
١٦٥
 

وكثيرًا ما أحببت ما يكرهه الناس وكرهت ما يستحسنونه، والذي أحببته عندما كنت صبيًّا ما زلت أحبه الآن، والذي أحبه الآن سأحبه إلى نهاية الحياة، فالمحبة هي كل ما أستطيع أن أحصل عليه، ولا يقدر أحد أن يفقدني إياه

قد أحببت الموت مرات عديدة، فدعوته بأسماءِِ عذبة أتشبَّب به سرًّا وعلنًا، ولئن لم أرسل الموت ولا نقضت له عهدًا فإنني صرت أحب الحياة أيضًا، فالموت والحياة قد تساويا عندي بالجمال، وتضارعًا باللذة، وتشاركا بإنماء شوقي وحنيني، وتساهما محبتي وانعطافي

وقد أحببت الحرية فكانت محبتي تنمو بنمو معرفتي عبودية الناس للجور والهوان، وتتسع باتساع إدراكي خضوعهم للأصنام المخيفة التي نحتتها الأجيال المظلمة، ونصبتها الجهالة المستمرة، ونعمت جوانبها ملامس شفاه العبيد، لكنني كنت أحب هؤلاء العبيد بمحبتي الحرية،