صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/185

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
يوم مولدي
١٦٧
 

أرى السعادة وجدت هناك مرآتها وسريرها وملابسها، لكنني لم أجدها

وقد أحببت الناس — أحببتهم كثيرًا — والناس في شرعي ثلاثة: واحد يلعن الحياة، وواحد يباركها، وواحد يتأمل بها، فقد أحببت الأول لتعاسته، والثاني لسماحته، والثالث لمداركه

هكذا انقضت الخمس والعشرون سنة، وهكذا ذهبت أيامي ولياليَّ متسارعة، متتابعة، متساقطة من حياتي، مثلما تتناثر أوراق الشجر أمام رياح الخريف

واليوم، وقد وقفت متذكرًا وقوف سائر متعب بلغ منتصف العقبة، أنظر إلى كل ناحية فلا أرى لماضي حياتي أثرًا أستطيع أن أومئ إليه أمام وجه الشمس قائلًا: هذا لي. ولا أجد لفصول أعوامي غلة سوى أوراق مخضبة بقطرات الحبر السوداء، ورسوم غريبة مبعثرة مملوءة