صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/188

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٠
يوم مولدي
 

المغردة، ثم أنظر إلى ما وراء البرية فأرى البحر بكل ما في أعماقه من الغرائب والعجائب، والمدافن والأسرار، وما على سطحه من الأمواج المزبدة، الغضوبة المتسارعة المتهاونة، والأبخرة المتصاعدة، المتبددة، المتساقطة، ثم أنظر متأملًا بما وراء البحر، فأرى الفضاء غير المتناهي بكل ما فيه من العوالم السابحة، والكواكب اللامعة، والشموس والأقمار، والسيارات والثوابت، وما بينهما من الدوافع والجواذب المتسالمة، المتنازعة المتولدة، المتحولة المتماسكة بناموس لا حد له ولا مدى، الخاضعة لشروع كلي ليس لبدئه ابتداء ولا لنهايته نهاية. أنظر وأتأمل بجميع هذه الأشياء من خلال بلور نافذتي، فأنسى الخمس والعشرين وما جاء قبلها من الأجيال وما سيأتي بعدها من القرون، ويظهر لي كياني ومحيطي بكل ما أخفاه وأعلنه ذرة من تنهدة طفل ترتجف في خلاءٍ أزليّ الأعماق، سرمدي