صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/189

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
يوم مولدي
١٧١
 

العلو، أبدي الحدود.لكنني أشعر بكيان هذه الذرة -هذه النفس- هذه الذات التي أدعوها «أنا»، أشعر بحراكها وأسمع ضجيجها، فهي ترفع الآن أجنحتها نحو العلاء، وتمتدُّ يداها إلى كل ناحية، وتتمايل مرتعشة في مثل اليوم الذي أبانها للوجود، وبصوت متصاعد من قدس أقداسها تصرخ قائلة: «سلام أيتها الحياة. سلام أيتها اليقظة. سلام أيتها الرؤيا. سلام أيها النهار الغامر بنورك ظلمة الأرض. وسلام أيها الليل المظهر بظلمك أنوار السماء. سلام أيتها الفصول. سلام أيها الربيع المعيد شبيبة الأرض. سلام أيها الصيف المذيع مجد الشمس! سلام أيها الخريف الواهب ثمار الأتعاب وغلة الأعمال. سلام أيها الشتاء المرجع بثوراتك عزم الطبيعة. سلام أيتها الأعوام الناشرة ما أخفته الأعوام. سلام أيتها الأجيال المصلحة ما أفسدته الأجيال. سلام أيها الزمن السائر بنا نحو الكمال! سلام