صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/192

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٤
الطفل يسوع
 

ناحية فلا أرى غير ذاتي المتوجعة واقفة بجانبي وخيالات الظلمة تهبط وتتصاعد حولي كالغربان الجائعة، واليوم قد خَفَّ الهواء، وغمر النور الطبيعة وسكنت الأمواج، وانقشعت الغيوم، فكيفما نظرت أراك وأرى أسرار الحياة محيطة بك كالهالات التي يحدثها جسم العصفور على وجه البحيرة الهادئة، عندما يتحمَّم بمائها

كنت بالأمس كلمة صامتة في خاطر الليالي، فأصبحت أغنية مفرحة على ألسن الأيام، وقد تَمَّ هذا كله في دقيقة واحدة مؤلَّفة من نظرة وكلمة، وتنهدة وقبلة، تلك الدقيقة يا حبيبتي قد جمعت بين استعدادات نفسي الغابرة وأمانيِّها الآتية، فكانت كالوردة البيضاء الخارجة من قلب الأرض المظلم إلى نور النهار، تلك الدقيقة هي من كل حياتي بمنزلة ميلاد يسوع من كل الأجيال لأنها كانت مملوءة روحًا وطهرًا ومحبة- لأنها جعلت الظلمة في أعماقي