صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/193

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الطفل يسوع
١٧٥
 

شعاعًا، والكآبة مرحًا، والشقاء سعادة

إن شعلات المحبة يا حبيبتي تهبط من السماء متموجة بصور متباينة، وأشكال متنوعة، لكن فعلها وتأثيرها في هذا العالم هو واحد! فالشعلة الصغيرة تنير خلايا قلب الإنسان الفرد، هي كالشعلة العظيمة المشعشعة التي تنحدر من الأعالي وتنير ظلمات الأمم جميعها؛ لأن في النفس الواحدة عناصر وأميال وعواطف لا تختلف قط عن العناصر والأميال والعواطف الكائنة في نفس العائلة البشرية.

كان اليهود يا حبيبتي يترقبون مجيء عظيم موعود به منذ ابتداء الدهر ليخلصهم من عبودية الأمم، وكانت النفس الكبيرة في اليونان ترى أن عبادة المشترى ومينرفا قد ضعفت فلم تعد تشبع الأرواح من الروحيات، وكان الفكر السامي في روما يتأمل فيجد أن ألوهية أبولون أصبحت تتباعد عن العواطف، وجمال فينوس الأبدي قد أخذ يقترب