صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/194

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧٦
الطفل يسوع
 

من الشيخوخة، وكانت الأمم كلها تشعر على غير معرفة منها بمجاعة نفسية إلى تعاليم مترفعة عن المادة، وبميل عميق إلى الحرية الروحية التي تعلم الإنسان أن يفرح مع قريبه بنور الشمس وجمال الحياة، تلك هي الحرية الجميلة التي تخول الإنسان أن يقترب من القوة غير المنظورة بلا خوف ولا وجل، بعد أن يقنع الناس طُرًّا بأنه يقترب منهم من أجل سعادتهم

كان ذلك كله من ألفي سنة يا حبيبتي، عندما كانت عواطف القلب البشري تحوم مرفرفة حول المرئيات وتخشى الدنو من الروح الكلي الخالد، عندما كان «بان» إله الأرواح يملأ نفوس الرعاة جزعًا، وبعل إله الشمس يضغط بأيدي كهانه على قلوب المساكين والضعفاء

ففي ليلة واحدة، بل في ساعة واحدة، بل في لمحة واحدة تنفرد عن الأجيال لأنها أقوى من الأجيال انفتحت