صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/195

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الطفل يسوع
١٧٧
 

شفاه الروح ولفظت «كلمة الحياة» التي كانت في البدء عند الروح، فنزلت مع نور الكواكب واشعة القمر وتجسدت وصارت طفلاً بين ذراعي ابنة من البشر، في مكان حقير، حيث يحمي الرعاة مواشيهم من كواسر الليل.. ذلك الطفل النائم على القش اليابس في مذود البقر - ذلك الملك الجالس فوق عرش مصنوع من القلوب المثقلة بنير العبودية، والنفوس الجائعة الى الروح، والافكار التائقة الى الحكمة – ذلك الرضيع الملتف باثواب امه الفقيرة قد انتزع بلطفه صولجان القوة من المشتري واسلمهُ للراعي المسكين المتكئ على الاعشاب بين اغنامه، واخذ الحكمة من مينرڤا برقته ووضعها على لسان الصياد الفقير الجالس في زورقه على شاطئ البحيرة، واستخلص الغبطة بحزن نفسه من ابولون ووهبها لكسير القلب الواقف مستعطياً امام الابواب، وسكب الجمال بجماله من ڤينس

12