صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/197

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الطفل يسوع
۱۷۹
 

واحدة تتنحى عن سني حياتي، لانها اجمل من سني حياتي هبط الروح من وسط دائرة النور الاعلى، ونظر الي من وراء عينيك، وتكلم معي بلسانك. ومن تلك النظرة وهاتيك الكلمة انبثق الحب وحل في اعشار قلبي... هذا الحب العظيم الجالس في هذا المذود المنزوي في صدري - هذا الحب الجميل الملتف باقمطة العواطف - هذا الرضيع اللطيف المتكئ على صدر النفس قد جعل الاحزان في باطني مسرة واليأس مجداً والوحدة نعيماً. هذا الملك المتعالي فوق عرش الذات المعنوية قد اعاد بصوته الحياة لايامي الميتة، وارجع بملامسه النور الى اجفاني المقرحة بالدموع، وانتشل بيمينه امالي من لجة القنوط

***

كان كل الزمن ليلاً يا حبيبتي، فصار فجراً، وسيصير نهاراً، لان انفاس الطفل يسوع قد تخللت دقائق الفضاء