صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/200

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
۱۸٢
مناجاة الارواح
 

واسمعيني. - هاءنذا يا حبيبي! قد سمعت نداءك من ورآء الابحار وشعرت بملامس جناحيك فانتبهت وتركت مخدعي وسرت على الاعشاب، فتبلت قدماي واطراف ثوبي من ندى الليل. ها انا واقفة تحت اغصان اللوز المزهرة اسمع نداء نفسك يا حبيبي!

ـ تكلمي يا حبيبتي! ودعي انفاسك تسيل مع الهواء القادم نحوي من اودية لبنان. تكلمي، فلا سامع غيري، لان الظلمة قد دحرت جميع المخلوقات الى أوكارها، والنعاس اسكر سكان المدينة وبقيت وحدي صاحياً

***

- قد نسجت السماء نقاباً من اشعة القمر والقته على جسد لبنان يا حبيبي!

- قد حاكت السماء من ظلمة الليل رداءً كثيفاً مبطناً