صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/203

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
مناجاة ارواح
۱۸٥
 

- قد فاحت روائح النرجس والزنبق وعانقت عطر الياسمين والبيلسان ثم تمازجت بانفاس الارز الطيبة وسرت مع تموجات النسيم فوق الطلول المتشعبة والممرات الملتوية، فملأت النفس انعطافاً ومنحتها حنيناً الى الطيران

- قد تصاعدت روائح الازقة الكريهة واختمرت بجراثيم العلل، ومثل اسهم دقيقة خافية قد خدشت الحس وسممت الهواء

****

- ها قد جاء الصباح يا حبيبي وداعبت اصابع اليقظة اجفان النيام وفاضت الاشعة البنفسجية من وراء الجبل وازالت غشاء الليل عن عزم الحياة ومجدها، فاستفاقت القرى المتكئة بهدوء وسكينة على كتفي الوادي وترنمت اجراس الكنائس وملأت الاثير نداءً مستحباً معلنة بدء صلاة الصباح، فارجعت الكهوف صدى رنينها، كأن