صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/207

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
ايتها الريح
١٨٩
 


وفي الشتاء تثورين بشدة فتثور معك الطبيعة بأسرها، وفي الربيع تعتلِّين وتضعفين ولضعفك تستفيق الحقول، وفي الصيف تتوارين وراء نقاب السكون فنخالك ميتًا قتلته سهام الشمس ثم كفنته بحرارتها

لكن- أنادبة كنت أيام الخريف، أم ضاحكة من خجل الأشجار بعد عريتها من ملابسها؟ أغاضبة كنت أيام الشتاء، أم راقصة حول قبور الليالي المكلسة بالثلوج؟ أعليلة كنتِ أيام الربيع، أم حبيبة أضناها البعاد فجاءت تسعد بالتنهد أنفاسها على وجه حبيبها شاب الفصول لتنبهه من رقاده؟ أميتة كنت أيام الصيف أم هاجعة في قلوب الأثمار، وبين جفنات الكروم، وعلى بيادر القش؟

***

أنت تحملين من أزفة المدينة أنفاس العلل، ومن الروابي أرواح الأزهار، وهكذا تفعل النفوس الكبيرة التي تحمل