صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/208

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩٠
ايتها الريح
 

أوجاع الحياة بسكينة، وبسكينة تلتقي بأفراحها

أنت تهمسين في أذن الوردة أسرارًا غريبة تفهم مفادها، فتضطرب تارة، وطورًا تبتسم، وهكذا تفعل الآلهة بأرواح البشر

أنت تبطئين هنا وتسارعين هناك وتراكضين هنالك، ولكنك لا تقفين قط، وهكذا تفعل فكرة الإنسان التي تحيا بالحركة وتموت بالسبات.

أنت تكتبين على وجه البحيرة أشعارًا ثم تمحينها، وهكذا يفعل الشعراء المترددون

من الجنوب تجيئين حارة كالمحبة، ومن الشمال تأتين باردة كالموت، ومن المشرق لطيفة كملامس الأرواح، ومن المغرب تتدفقين شديدة كالبغضاء، أمتقلبة أنتِ كالدهر، أم أنتِ رسول الجهات تبلغين إلينا ما تأتمنك عليه؟

تمرين غاضبة في الصحاري فتدوسين القوافل بقساوة ثم