صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/209

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
ايتها الريح
١٩١
 


تلحِّدينها بلحف الرمال، فهل أنتِ أنتِ ذاك السيال الخفي المتموج مع أشعة الفجر بين أوراق الغصون، المنسل كالأحلام في منعطفات الأودية، حيث تتمايل الأزهار شغفًا بك، وتتخاصر الأعشاب سكرًا من أنفاسك؟

تثورين ظلمًا في البحار فتحركين ساكن أعماقها، حتى إذا أزبدت حنقًا عليك فتحت فاها لجة ولقمتها من السفن والأرواح لقمًا مرة، فهل أنت أنت ذلك المحب المتلاعب حنوًّا بغدائر الأطفال المتراكضين حول المنازل؟

***

إلى أين تتسارعين بأرواحنا وتنهداتنا وأنفاسنا؟ إلى أين تحملين رسوم ابتساماتنا؟ وماذا تفعلين بشعلات قلوبنا المتطايرة؟ هل تذهبين بها إلى ما وراء الشفق، إلى ما وراء هذه الحياة؟ أم تجرينها فريسة إلى المغاور البعيدة والكهوف المخيفة، وهناك تقذفينها يمينًا وشمالًا حتى تضمحل وتختفي؟