صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/210

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
ايتها الريح
١٩٢
 

في سكينة الليل تبيح لك القلوب أسرارها، وعند الفجر تحلك العيون اهتزازات أجفانها، فهل أنت ذاكرة ما شعرت به القلوب وما رأته العيون؟

بين جنحيك يستودع الفقير صدى انسحاقه، واليتيم حرقته، والحزينة تأوهاتها، وطي أثوابك يضع الغريب حنينه، والمتروك لهفته، والساقطة عويل نفسها، فهل أنت حافظة لهؤلاء الصغار ودائعهم؟ أم أنت كهذه الأرض لا نودعها شيئًا إلا وتحوله إلى جسمها؟

أسامعة أنت هذا النداء، وهذا العويل وهذا الضجيج وهذا البكاء، أم أنت كالأقوياء من البشر تمتد إليهم الأكف فلا يلتفتون، وتتصاعد نحوهم الأصوات فلا يسمعون؟

أسامعةٌ أنت يا حياة للسامع؟