صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/212

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٩٤
رجوع الحبيب
 

أوقفهم صهيل فرس واقف بين الصخور الرمادية كأنه قُدَّ منها، فاقتربوا منه مستطلعين، وإذا بجثة هامدة مرتمية على أديم التراب المجبول بنجيع الدماء، فصرخ زعيم القوم قائلًا: «أروني سيف الرجل فأعرف صاحبه»، فترجل بعض الفرسان فأحاطوا بالمصروع مستفسرين، وبعد هنيهة التفت أحدهم نحو الزعيم وقال بصوت أجش: «وقد عانقت أصابعه الباردة قبضة السيف بشدة، فمن العار أن ننزعه»

وقال آخر: «قد لبس السيف غمدًا من الدماء، فاختفى فولاذه»

وقال آخر: «قد تجمدت الدماء على الكف والقبضة، وأوثقت الشفرة بالزند وصيرتهما واحدًا»

فترجل الزعيم واقترب من القتيل قائلًا: «أسندوا رأسه ودعوا أشعة الشمس ترينا وجهه» ففعلوا مسرعين، وبان وجه القتيل من وراء نقاب الموت ظاهرة عليه ملامح