صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/215

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
رجوع الحبيب
١٩٧
 


الأعداء قد ضعفت وارتجفت وصارت تمسح الدموع، لأنها لامست حواشي منديل عقدت أطرافه أصابع محبوبة حول زند فتي جاء ليشهد يوم الكريهة مدفوعًا ببسالته، فصرع وسوف يرجع إليها محمولًا على أكف رفاقه، وبينما كانت نفس الزعيم تتراوح بين مظالم الموت وخفايا الحب قال أحد الواقفين: «تعالوا نحفر له قبرًا تحت تلك السنديانة فتشرب أصولها من دمه، وتتغذى فروعها من بقاياه فتزداد قوة، وتصير خالدة وتكون له رمزًا يمثل لهذه الطلول بطشه وبأسه»

فقال آخر: «لنحمله إلى غابة الأرز ونقبره بقرب الكنيسة، فتظل عظامه محفورة بظل الصليب إلى آخر الدهر»

وقال آخر: «هنا اقبروه هنا، حيث جبل التراب بدمائه، واتركوا سيفه بيمينه، واغرسوا رمحه بجانبه