صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/217

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
رجوع الحبيب
١٩٩
 

رجوع الحبيب للمنية الا بعد ان حملها من أرواح الأعداء حملا ثقيلاً » وقال آخر : «تعالوا نودعه لحف هذا الجبل، فيكون له صدى الكهوف نديماً، وخر ير السواقي مؤنساً، فترتاح عظامه في برية يكون فيها وقع اقدام الليالي خفيف الوطأة »

وقال آخر : « لا تغادروه ههنا، ففي البرية وحشة عملة ووحدة قاسية، بل تعالوا ننقله الى جبانة القرية، فيكون له من أرواح جدودنا رفاق تناجيه في سكينة الليل وتقص عليه اخبار حروبهم و أحادث امجادهم »

فتقدم الزعيم اذ ذاك الى وسط رجاله واسكنهم بإشارة . ثم قال متنهداً : « لا تزعجوه بذكرى الحروب، ولا تعيدوا على مسامع روحه الحائمة فوق رؤوسنا اخبار السيوف والرماح، بل تعالوا نحمله بسكينة وهدوء الى مسقط رأسه. ففي ذلك الحي نفس ساهرة تترقب قدومهُ