صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/240

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢٢
نشيد الانسان
 


فسمعت اقوال رسول العرب وها انا الان أسير الحيرة ·

شاهدت قوات بابل، ومجد مصر، وعظمة اليونان، ولم ازل أرى الضعف والذل والصغر بادية في جميع تلك الاعمال.

جالست سحرة عين دور، وكهنة اشور، وانبياء فلسطين، وما برحت انشد الحقيقة. حفظت الحكمة التي نزلت على الهند واستظهرت الشعر المنبثق من قلوب سكان جزيرة العرب ووعيت الموسيقى المتجسمة من عواطف اهل المغرب وما زلت اعمى لا ارى، واصم لا اسمع. احتملت قساوة الفاتحين الطامعين وقاسيت ظلم الحكام المستبدين وعبودية الأقوياء الباغين وما برحت ذا قوة أكافح بها الأيام.

شاهدت و سمعت كل ذلك وانا طفل ولسوف اشاهد واسمع اعمال الشبيبة ومآتيها ولسوف اشيخ وابلغ الكمال وارجع الى الله ·

انا كنت منذ الازل، وها انا ذا، وسأكون الى آخر الدهر، وليس لكياني انقضاء.