صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/244

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٢١
صوت الشاعر
 


البشر يلتصقون بالمادة الباردة كالثلج وانا اطلب شعلة المحبة لأضمها الى صدري فتأكل ضلوعي وتبري احشائي ، لأني ألفيت المادة تميت الانسان بلا ألم ، والمحبة تحييه بالأوجاع البشر ينقسمون الى طوائف وعشائر وينتمون الى بلاد وأصقاع . وانا أرى ذاتي غريبا في بلد واحد ، وخارجاً عن امة واحدة. فالأرض كلها وطني والعائلة البشرية عشيرتي، لأني وجدت الانسان ضعيفا ومن الصغر ان ينقسم على ذاته ، والأرض ضيقة ومن الجهل ان تتجزأ الى ممالك وامارات

البشر يتكاتفون على هدم هياكل الروح ويتعاونون على بناء معاهد الجسد وانا وحدي واقف في موقف الرثاء، على انني اصغي، فاسمع من داخلي صوت الامل قائلا : « مثلما تحيي المحبة القلب البشري بالأوجاع كذا تعلمه الغباوة سبل المعرفة . فالأوجاع والغباوة تؤول الى لذة عظيمة ومعرفة كاملة، لان الحكمة السرمدية لم تخلق شيئا باطلاً تحت الشمس »