صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/245

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
صوت الشاعر
٢٢٧
 
٢

احن الى بلادي لجمالها واحب سكان بلادي لتعاستهم، ولكن اذا ما هب قومي مدفوعين بما يدعونه وطنية وزحفوا على وطن قريبي وسلبوا أمواله وقتلوا رجاله ويتموا اطفاله ورملوا نساءه وسقوا ارضه دماء بنيه واشبعوا ضواريه لحوم فتيانه كرهت اذ ذاك بلادي وسكان بلادي اتشبب بذكر مسقط رأسي واشتاق الى بيتِ ربِيت َ فيه، ولكن اذا مر عابر طريق وطلب مأوى في ذلك البيت وقوتاً من سكانه و منع مطروداً استبدلت تشبيبي بالرثـاء وشوقي بالسلو وقلت بذاتي: ان البيت الذي يضن بالخبز على محتاجه، و بالفراش على طالبه لهو احق البيوت بالهدم والخراب

احب مسقط رأسي ببعض محبتي لبلادي. واحب