صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/26

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٨
 

حكاية

***

عَلَى ضفة ذلك النهر، في ظل اشجار الجوز والصفصاف جلس ابن زرَّاع يتامل في المياه الجارية بسكينة وهدوء . فتى ربي بين الحقول حيث يتكلم كل شيء عن الحب . حيث الاغصان تتعانق ، والازهار تتمايل ، والطيور تتشبب. حيث الطبيعة باسرها تكرز بالروح. ابن عشرين رأَى بالامس عَلَى الينبوع صبية جالسة بين الصبايا فاحبها ثم علم انها ابنة الامير فلام قلبه وشكى نفسه الى نفسهِ ، لكن الملامة لا تميل بالقلب عن الحب ، والعذل لا يصرف النفس عن الحقيقة، والانسان بين قلبه ونفسه كغصن لين في مهب ريح الجنوب وريح الشمال .