صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/28

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٠
حكاية
 

وانا البريء ؟ لماذا تذلني ولم يكن غيرك ناصري ؟ لماذا تتخلى عني وانت موجدي؟ ان جرى دمي بغير مشيئتك فاهرقه ، وإن تحركت قدماي عَلَى غير طرقك فشلها – افعل مشيئتك بهذا الجسد وخلِّ نفسي تفرح بهذه الحقول المستأْمنة بظل جناحيك ... الجداول تسير الى حبيبها البحر ، والازهار تبتسم لعشيقها النور ، والغيوم تهبط نحو مريدها الوادي ، وأنا وبي ما لا تعرفه الجداول ولا تسمع به الازهار ولا تدركه الغيوم قد رأَيتني وحيداً في محبتي منفرداً في غرامي بعيداً عن التي لا تريدني جنديا في كتائب ابيها ولا ترضاني خادماً في قصرها . »

وسكت الفتى هنيهة كأنه يريد ان يتعلم الكلام من خرير النهر وحفيف أوراق الغصون ثم عاد فقال:

– «  وانت يا من اخاف من اسمها ان ادعوها باسمها ، ايتها المحجوبة عني بستائر العظمة وجدران الجلال ، ايتها