صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/29

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
حكاية
١١
 

الحورية التي لا اطمع بلقائها الاَ في الابدية حيث المساواة، يامن تطيعها الصوارم وتنحني امامها الرقاب وتنفتح لها الخزائن والمساجد ! قد ملكت قلباً قدسه الحب واستعبدت نفساً شرّفها الله وخلبت عقلاً كان بالامس حراً بحرية هذه الحقول فصار اليوم اسيراً بقيود هذا الغرام . رأَيتك ايتها الجميلة فعرفت سبب مجيئي الى هذا العالم، ولما عرفت رفعة منزلتك ونظرت الى حقارتي علمت ان للالهة اسراراً لا يعرفها الانسان وسبلاً تذهب بالارواح الى حيث المحبة تقضي بغير الشرائع البشرية . ايقنت لما نظرت الى عينيك ان هذه الحياة فردوس بابه القلب البشري ، ولما رأَيت شرفك وذلي يتصارعان صراع مارد ورئبال علمت ان هذه الارض لم تعد وطناً لي . ظننت لما وجدتك جالسة بين نسائك ، كالوردة بين الرياحين، ان عروس احلامي قد تجسدت وصارت بشراً مثلي، ولما تخبرت مجد ابيك وجدت