صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/30

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٢
حكاية
 

ان دون اجتناء الورد اشواكاً تدمي الاصابع ، وان ما تجمعه الاحلام تفرقه اليقظة ... »

وقام اذ ذاك ومشى نحو الينبوع منخفض الجناح ، كسير القلب ، مجسماً الاسى والقنوط بهذه الكلمات:

– «تعال ياموت وانقذني، فالارض التي تخنق اشواكها ازهارها لا تصلح للسكن. هلم وخلصني من ايام تخلع الحب عن كرسي مجده وتقيم الشرف العالمي مكانه . خلصني ياموت ! فالابدية اجدر بلقاء المحبين من هذا العالم . هناك ياموت انتظر حبيبتي وهناك اجتمع بها . »

بلغ الينبوع وقد جاء المساء واخذت الشمس تلم وشاحها الذهبي عن الحقل فجلس يذرف الدموع عَلَى حضيض وطئته اقدام ابنة الامير وقد حنى رأسه عَلَى صدره كانه يمنع قلبه عن الخروج.

في تلك الدقيقة ظهرت من وراء اشجار الصفصاف