صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/31

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
حكاية
١٣
 

صبية تجر اذيالها على الاعشاب ووقفت بجانب الفتى ووضعت يدها الحريرية على رأْسه فنظر اليها نظرة نائم ايقظه شعاع الشمس. فرأى ابنة الامير واقفة حذاءه فجثا على ركبتيهِ مثلما فعل موسى عندما رأى العليقة مشتعلة امامه ولما اراد الكلام ارتج عليهِ فنابت عيناه الطافحتان بالدمع عن لسانه.

ثم عانقته الصبية وقبلت شفتيهِ، وقبلت عينيهِ راشفة المدامع السخينة وقالت بصوت الطف من نغمة الناي:

– «قد رأَيتك يا حبيبي في احلامي ونظرت وجهك في وحدتي وانقطاعي فانت رفيق نفسي الذي فقدته ونصفي الجميل الذي انفصلت عنهُ عندما حكم عليَّ بالمجيء الى هذا العالم . قد جئت سراً يا حبيبي لالتقي بك وها انت الآن بين ذراعيَّ ، فلا تجزع ! قد تركت مجد والدي لاتبعك الى اقاصي الارض واشرب معك كأس الحياة والموت . قم يا حبيبي فنذهب الى البرية البعيدة عن الانسان »