صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/33

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٥
 

في مدينة الاموات

***

تملصت بالامس من غوغاء المدينة وخرجت امشي في الحقول الساكنة حتى بلغت اكمة عالية البستها الطبيعة اجمل حلاها· فوقفت وقد بانت المدينة بكل ما فيها من البنايات الشاهقة والقصور الفخمة تحت غيمة كثيفة من دخان المعامل .

جلست اتامل عن بعد في اعمال الانسان فوجدت أكثرها عناء ، فحاولت في قلبي الا افتكر بما صنعه ابن آدم وحولت عينيَّ نحو الحقل كرسيَِ مجد الله فرأَيت في وسطه مقبرة ظهرت فيها الاجداث الرخامية المحاطة باشجار السرو هناك بين مدينة الاحياء ومدينة الاموات جلست