صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/35

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
في مدينة الاموات
١٧
 

وكل ذلك كان يتم بتطويل ممل وبعد قليل انقشع الجمع عن جدث تسابق في صنعهِ الحفارون والمهندسون وحوله اكاليل الازهار المنمقة بايدي المتفننين ·

رجع الموكب نحو المدينة وانا انظر من بعيد وافتكر

ومالت الشمس نحو الغروب واستطالت خیالات الصخور والاشجار واخذت الطبيعة تخلع اثواب النور ·

في تلك الدقيقة نظرت فرأيت رجلين يقلان تابوتاً خشبياً ووراءهما امرأة ترتدي اطماراً بالية وهي حاملة عَلَى منكبيها طفلاً رضيعاً وبجانبها كلب ينظر اليها تارةً والى التابوت اخرى – جنازة فقير حقير وراءها زوجة تذرف دموع الاسى وطفل يبكي لبكاء امه وكلب امين يسير وفي مسيره حزن وكآبة.

وصل هولاء الى المقبرة واودعوا التابوت حفرة في زاوية بعيدة عن الاجداث الرخامية ثم رجعوا بسكينة

3