صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/37

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٩

موت الشاعر حياته

***

خيم الليل بجنحه فوق المدينة والبسها الثلج ثوباً وهزم البرد ابن آدم من الاسواق فاختبأَ في أوكاره . وقامت الارياح تتأَوَّه بين المساكن كمؤَمن وقف بين القبور الرخامية يرثي فريسة الموت.

وكان في اطراف الاحياءِ بيتٌ حقير تداعت اركانهُ واثقلته الثلوج حتى أوشك ان يسقط وفي احدى زوايا ذلك البيت فراش بالٍ عليهِ محتضر ينظر الى سراج ضعيف يغالب الظلمة فتغلبهُ . فتى في ربيع العمر قد علم بقرب اجل انعتاقه من قيود الحياة فصار ينتظر المنية وعَلَى وجههِ المصفرّ نور الامل وعَلَى شفتيهِ ابتسامة محزنة. شاعرٌ جاء