صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/38

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٠
موت الشاعر حياته
 

ليفرح قلب الانسان باقواله الجميلة يموت جوعاً في مدينة الاحياء الاغنياء . نفس شريفة هبطت مع نعم الآلهة لتجعل الحياة عذبة تودّع دنيانا قبل ان تبتسم لها الانسانية . منازعٌ يلفظ انفاسه الاخيرة وليس بقربه سوى سراج كان رفيق وحدته وأوراق عليها خيالات روحه اللطيفة ·

جمع ذلك الفتى المنازع بقايا قوة قاربت الفناء ورفع يديه نحو العلاء وحرَّك اجفانه الذابلة كانهُ يريد ان يخرق بنظراته الاخيرة سقف ذلك الكوخ البالي ليرى النجوم من وراء الغيوم ثم قال :

«تعالي ايتها المنية الجميلة فقد اشتاقتك نفسي . اقتربي وحلي قيود المادة فقد تعبت من جرّها · تعالي اليَّ يا ايتها المنية الحلوة وانقذيني من بين البشر الذين يحسبونني غريباً عنهم لاني اترجم ما اسمعهُ من الملائكة الى لغة البشر . اسرعي نحوي فقد تخلى عني الانسان وطرحني في زوايا