صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/39

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
موت الشاعر حياته
٢١
 

النسيان لاني لم اكن طامعاً بالمال نظيره ولا باستخدام من هو اضعف مني· تعالي اليَّ ايتها المنية العذبة وخذيني فاولاد بجدتي لا يحتاجونني . ضميني الى صدرك المملوء محبة . قبلي شفتي التي لم تذق طعم قبلة الوالدة ولا لمست وجنة الاخت ولا لثمت ثغر المحبوبة . اسرعي وعانقيني يا حبيبتي المنية ·

إنتصبَ اذ ذاك بجانب فراش المنازع طيف امرأَة ذات جمال غير بشري ترتدي ثوباً ناصعاً كالثلج وتحمل بيدها اكليل زنابق من نبت الحقول العلوية. ثم دنت منهُ وعانقتهُ واغمضت عينيه كي يراها بعين نفسه . وقبلت شفتيه قبلة محبة – قبلةً تركت عَلَى شفتيه ابتسامة اكتفاء .

في تلك الدقيقة اصبح ذلك البيت خالياً الا من التراب وبعض أوراق منثورة في زوايا الظلمة.

مرَّت الاجيال وسكان تلك المدينة غرقى في سبات الجحود والاهمال ولما استفاقوا ورأَت عيونهم فجر المعرفة