صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/42

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٤
بنات البحر
 

أهرقت فيها الدماء حتى صار لون الماء قرمز ياً وهذا البشريُّ هو قتيل الحرب . »

فقالت الثالثة :– « لا ادري ما هي الحرب ولكني اعلم ان الانسان بعد ان تغلب عَلَى اليابسة طمع بالسيادة عَلَى البحر فابتدع الآلات الغريبة ومخر العباب فدرى نبتون اله البحار وغضب من هذا التعدي فلم يرَ الانسان بدَّا اذ ذاك من ارضاء مليكنا بالذبائح والهدايا . فالأشلاء التي رأَيناها بالأمس هابطة هي آخر تقدمة من الانسان الى نبتون العظيم»

قالت الرابعة : – « ما اعظم نبتون ولكن ما اقسى قلبه · لو كنت انا سلطانة البحار لمـا رضيت بالذبائح الدموية · تعالين لنرى جثة هذا الشاب فربما افادتنا شيئاً عن طائفة البشر » .

اقتربت بنات البحر من جثمان الشاب وبحثنَ في جيوب اثوابه فعثرن عَلَى رسالة في الثوب الملاصق قلبه