صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/43

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
بنات البحر
٢٥
 

فاخذت الرسالة واحدة منهنَ وقرأَت :

« ياحبيبي! – ها قد انتصف الليل وانا ساهرة وليس لي مسلٍّ غير دموعي ولا معزٍّ سوى املي برجوعك اليََ من بين مخالب الحرب ولا اقدر بان افتكر الا بمـا قلتهُ لي عند الوداع بان عند كل انسان امانة من الدمع لا بد من ردها يوما . . . لا ادري ياحبيبي ماذا اكتب بل اترك نفسي تسيل على الورق . نفسٌ يعذبها الشقاء ويعزيها الحب الذي يجعل الالم لذَّة والاحزان مسرًّة .. لما وحد الحب قلبينـا وصرنا نتوقع ضمّ جسمين تجول فيها روح واحدة نادتك الحرب فاتبعتهـا مدفوعاً بعوامل الواجب والوطنية . ما هذا الواجب الذي يفرق المحبين ويرمل النساء وييتم الاطفال ? ما هذه الوطنية التي من اجل اسباب صغيرة تدعو الحرب لتخريب البلاد ؟ ما هذا الواجب المحثوم عَلَى القروي المسكين والذي لا يحفل به القوي وابن الشرف