صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/46

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٢٨
النفس
 

وابتدع فيها عاطفة تسيل مع الخيـالات وتسير مع الاشباح

والبسها ثوب شوق حاكتهُ الملائكة من تموجات قوس القزح

ثم وضع فيها ظلمة الحيرة وهي خيال النور

واخذ الاله ناراً من مصهر الغضب ، وريحاً تهب من صحراء الجهل ، ورملاً من على شاطئ بحر الانانية، وتراباً من تحت اقدام الدهور وجبل الانسان

واعطاه قوة عمياء تثور عند الجنون وتخمد امام الشهوات

ثم وضع فيه الحياة وهي خيال الموت

وابتسم اله الالهة و بكى وشعر بمحبة لاحدَّ لها ولا مدى وجمع بين الانسان ونفسه .