صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/49

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣١
ابتسامة ودمعة
 

و بعد قليل رأَيتهما يمشيان عَلَى مهل ويدوسان الازهار باقدامها كما تدوس قدم الغني قلب الفقير .

غابا عن بصري وانا أُفكر بمنزلة المال عندالحب. أُفكر بالمال مصدر شرور الانسان وبالحب منبع السعادة والنور.

ظللت تائهاً في مسارح هذه الافكار حتى لمحت شبحين مرَّا من امامي وجلسا عَلَى الاعشاب . فتى وفتاة اتيا من جهة الحقول حيث اكواخ الفلاحين في المزارع . وبعد هنيهة من سكينة مؤثرة سمعت هذا الكلام صادراً مع تنهدات عميقة من فم مصدور . – « كفكفي الدمع ياحبيبتي ان المحبة التي شاءَت ففتحت اعينا وجعلتنا من عبادها تهبنا نعمة الصبر والتجلد . كفكفي الدمع وتعزّي لاننا تحالفنا عَلَى دين الحب ، ومن اجل الحب العذب نحتمل عذاب الفقر ومرارة الشقاء وتباريح الفراق ، ولا بد لي من مصارعة الايام حتى اظفر بغنيمة تليق بان اضعها بين يديك تساعدنا