صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/50

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٢
ابتسامة ودمعة
 

عَلَى قطع مراحل العمر . ان المحبة ياحبيبتي –وهي الله– تقتبل منا هذه التنهدات وهذه الدموع كبخور عاطر وهي تكافئناعليها بقدر مانستحق اودعكِ ياحبيبتي فانا راحل قبل ان يغيب القمر»

ثم سمعت صوتاً رقيقاً تقاطعه زفرات انفاس متلهبة . صوت عذراء لطيفة اودعته كل ما في جوارحها من حرارة الحب ومرارة التفرُّق وحلاوة التجلد يقول: «الوداع يا حبيبي»

ثم افترقا وانا جالس تحت اغصان تلك الشجرة لتجاذبني ايدي الشفقة وتتساهمني اسرار هذا الكون الغريب

ونظرت تلك الساعة نحو الطبيعة الراقدة وتأَملت ملياً فوجدت فيها شيئا لا حد له ولا نهاية . شيئاً لا يشترى بالمال . وجدت شيئاً لا تمحوه دموع الخريف ولا يميته حزن الشقاء . شيئاً لا توجده بحيرات سويسرا ولا متنزهـات ايطاليا . وجدت شيئاً يتجلد فيحيا في الربيع ويثمر في الصيف. وجدت فيها – المحبة .