صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/52

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٣٤
رويا
 

الذهب .

وبعد هنيهة رأَيت القفص قد انقلب فجأةً وصار هيكل انسان شفافًا وتحول الطائر الميت الى قلب بشري فيه جرح عميق يقطر دماً قرمزياً وقد حاكت جوانب الجرح شفتي امرأة حزينة

ثم سمعت صوتاً خارجاً من الجرح مع قطرات الدماء قائلاً : – «انا هو القلب البشري أسير المادة وقتيل شرائع الانسان الترابي . في وسط حقل الجمال، عَلَى ضفة ينابيع الحياة اسرت في قفص الشرائع التي سنها الإنسان للشواعر . عَلَى مهد محاسن المخلوقات بين ايدي المحبة مت مهملاً لان ثمار تلك المحاسن ونتاج هذه المحبة قد حرَّما عليَّ . كلّ ما يشوقني صار كل بعرف الانسان عاراً وجميع ما اشتهيه اصبح في قضائِه مذلةً .

انا القلب البشري قد حبست في ظلمة سنن الجامعة