صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/57

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
الحروف النارية
٣٩
 


آثاره ، وحاضر يركض لاحقاً بالماضي، ومستقبل لا معنى له الا اذا ما مرّ وصار حاضراً او ماضياً ؟

اتزول جميع مسرَّات قلوبنا واحزان انفسنا بدون ان نعلم نتائجها ؟

اهكذا يكون الانسان مثل زبد البحر يطفو دقيقة عَلَى وجه الماء ثم تمرّ نسيمات الهوآء فتطفئهُ ويصبح كانهُ لم يكن؟

لا لعمري فحقيقة الحياة حياة . حياة لم يكن ابتداؤُها في الرحم ولن يكون منتهاها في اللحد . وما هذه السنوات إلا لحظة من حياة ازلية ابدية . هذا العمر الدنيوي مع كل ما فيه هو حلم بجانب اليقظة التي ندعوها الموت المخيف . حلم ولكن كل ما رأَيناه وفعلناه فيه يبقى ببقاء الله .

فالاثير يحمل كل ابتسامة وكل تنهدة تصعد من قلوبنا ويحفظ صدى كل قبلة مصدرها المحبة . والملائكة تحصي كل دمعة يقطرها الحزن من مآقينا وتعيد عَلَى مسمع