صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/60

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
٤٢
بين الخرائب
 

اثر يحدث الامم بجد صرفت الحياة لتعميمه وعزٍ استخدمت الضعفاء لتعظيمه – تأَملي يامحبوبتي فقد تغلبت العناصر عَلَى مدينة شيدتها واستصغرت الاجيال حكمة رأَيتها واضاع النسيان ملكاً رفعته ولم يبق لي سوى دقائق المحبة التي اولدها جمالك ونتائج الجمال الذي احياه حبك · بنيت هيكلا في اورشليم للعبادة فقدسه الكهانُ ثم سحقته الايام وبنيت هيكلا بين اضلعي للمحبة فقدسه الله ولن تقوى عليه القوات صرفت العمر مستفسراً ظواهر الاشياء مستنطقاً اعمال المادة فقال الانسان و ما ” احكمه ملكا ‘‘ وقالت الملائكة ” ما اصغره حكيما ‘‘ ثم رأيتك يامحبوبتي وغنيت فيك نشيد محبة وشوق ففرحت الملائكة اما الانسان فلم ينتبه · · · كانت ايام ملكي كالحواجز بين نفسي الظمآنة والروح الجميل المستقر في الكائنات ولما رأَيتك استيقظت المحبة وهدمت تلك الحواجز فأسفت عَلَى عمر صرفته مستسلماً لتيارات