صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/61

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
بين الخرائب
٤٣
 

القنوط حاسباً كل شيء تحت الشمس باطلا · حبكت الدروع وطرقت التروس فخافتني القبائل ولما انارتني المحبة احتقرت حتى من شعبي، ولكن عند ما جاءض الموت اودع تلك الدروع والتروس والتراب وحمل محبتي الى الله »

وبعيد سكينة قال الخيال الثاني : – « مثلما تكتسب الزهرة عطرها وحياتها من التراب كذلك تستخلص النفس من ضعف المادة وخطإِها قوةً وحكمةً »

عندئذٍ تمازج الخيالان وصارا خيالا واحداً وسارا . وبعد هنيهة اذاع الهواء هذه الكلمات في تلك الانحاء : « لا تحفظ الابدية الا المحبة لانها مثلها » · · ·