صفحة:دمعة وابتسامة (1914) - جبران خليل جبران.pdf/63

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
رؤيا
٤٥
 

المحزنة١قلت: –وماذا تبتغي الأحزان مني وأنت بجانبي أيها الشاب المفرح؟ قال: –جاءَت لتريك الأرض وأحزانها من لا يرى الأحزان لا يرى الفرح

ووضعت الحورية يدها عَلى عينيَّ ولما رفعتْها رأَيتني منفصلا عن شبابي مجرداً من ثوب المادة . فقلت: –اين الشباب يا ابنة الآلهة ؟ فلم تجبني بل ضمتني بجناحيها وطارت بي إلى قمة جبل عالٍ فرأيت الارض وما فيها منبسطة امامي كالصفحة وأسرار سكانها ظاهرة لعينيَّ كالخطوط فوقفت

متهيباً بجانب الحورية متأَملاً خفايا الإنسان مستفسراً


  1. كان للفنون عند قدماء اليونان تسع معبودات « ميوز» وكانت كل منهنَّ توحي الى مريدها بحسب محبته لها واهليته لعطاياها · وهذه اسماءوهن « ميلبومين » ربة الروايات المحزنة · «بولمينا» ربة الشعر والغناء · « ثاليا» ربة الشعر الهزلي · « كاليوب » ربة الفصاحة والشعر الحماسي · « اراتو » ربة الموشحات والغزل ·« ترسكوري » ربة الرقص · « اورانيا » ربة علم الفلك · « كليو » ربة التاريخ · ( اوتربي ) ربة فن الموسيقى ·